لَمَّا نَعَى النَّاعِي كُلَيبـاً أَظلَمَـت
شَمسُ النَّهارِ فَما تُرِيـدُ طُلُوعـا
قَتَلُوا كُلَيباً ثُـمَّ قَالُـوا أَرتِعـوا
كَذَبوا لَقَد مَنَعُوا الجِيـادَ رُتُوعـا
كَـلاَّ وَأَنصـابٍ لَنـا عَادِيَّـةٍ
مَعبُودَةٍ قَـد قُطِّعَـت تَقطِيعـا
حَتَّـى أُبـيـدَ قَبيلَـةً وَقَبيلَـةً
وَقَبيلَــةً وَقَبيلَتَيــنِ جَمِيعـا
وَتَذُوقَ حَتفـاً آلُ بَكـرٍ كُلُّهـا
وَنَهُدَّ مِنهَـا سَمكَهـا المَرفُوعـا
حَتَّى نَرَى أَوصَالَهُم وَجَماجِمـاً
مِنهُم عَلَيهَا الخَامِعَـاتُ وُقُوعـا
وَنَرَى سِباعَ الطَّيـرِ تَنقُرُ أَعيُنـاً
وَتَجُرُّ أَعضَـاءً لَهُـم وَضُلُوعـا
وَالمَشـرَفِيَّـةَ لاَ تُعَـرِّجُ عَنهُـمُ
ضَربـاً يُقُـدُّ مَغَافِـراً وَدُرُوعـا
وَالخَيلُ تَقتَحِمُ الغُبـارَ عَوَابِسـاً
يَومَ الكَريهَةِ مَا يُـرِدنَ رُجُوعـا
نبذة عن الشاعر
هو عدي بن ربيعة بن الحارث بن مرة بن هبيرة التغلبي الوائلي من بني جشم، من تغلب، أبو ليلى، المهلهل
من شعراء العصر الجاهلي
توفي سنة 94 ق.هـ / 531 م
من أبطال العرب في الجاهلية من أهل نجد، وهو خال امرئ القيس الشاعر.
قيل: لقب مهلهلاً، لأنه أول من هلهل نسج الشعر، أي رققه.
وكان من أصبح الناس وجهاً ومن أفصحهم لساناً، عكف في صباه على اللهو والتشبيب بالنساء، فسماه أخوه كليب (زير النساء) أي جليسهن.
ولما قتل جساس بن مرة كليباً ثار المهلهل فانقطع عن الشراب واللهو، وآلى أن يثأر لأخيه، فكانت وقائع بكر وتغلب، التي دامت أربعين سنة، وكانت للمهلهل فيها العجائب والأخبار الكثيرة.
أما شعره فعالي الطبقة.